2025-07-29 16:39:00
كشفت شبكة “بي إن سبورتس” القطرية عن وثائق تقنية تثبت تورط شركة عربسات السعودية في أكبر عملية قرصنة للبث الرياضي يشهدها العالم، حيث اتهمت الشركة بدعم قنوات القرصنة بشكل منهجي لسرقة حقوق البث الخاصة بأكبر البطولات الرياضية العالمية.
وبحسب التحقيق الذي أجرته الشبكة، فقد تبين أن عربسات توفر البنية التحتية للبث عبر أقمارها الصناعية لقناة “بي أوت كيو” القرصانية، والتي قامت مؤخراً بسرقة بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الفرنسي الدرجة الأولى لموسم 2019/2018، بالإضافة إلى سرقتها السابقة لبث كامل مباريات كأس العالم 2018 في روسيا.
وأوضحت الوثائق أن القناة القرصانية قامت ببث جميع مباريات الدوري الإنجليزي العشر الأولى من الموسم الحالي بشكل غير قانوني، كما سرقت ست مباريات من الدوري الفرنسي، بما في ذلك المواجهات الكبيرة مثل مباريات باريس سان جيرمان. والأخطر من ذلك إعلان القناة عن نيتها بث مباريات الدوري الإسباني والألماني المقررة نهاية الأسبوع الحالي.
وأشار التحقيق إلى أن عربسات تمتلك القدرة الفنية على وقف هذه الانتهاكات بشكل فوري، حيث يمكنها بسهولة إيقاف بث “بي أوت كيو” عبر أقمارها الصناعية، إلا أنها ترفض ذلك رغم المطالب المتكررة من الاتحادات الرياضية الدولية وأصحاب الحقوق.
يذكر أن عربسات هي مشغل أقمار صناعية مملوك بشكل رئيسي من قبل الحكومة السعودية (تمتلك 36.7% من أسهمها)، بينما تتوزع باقي الأسهم على دول عربية أخرى. وتقوم “بي أوت كيو” بنشر ترددات بثها علانية عبر صفحاتها على فيسبوك ومنصات التواصل الأخرى مع الإشارة إلى استخدامها لأقمار عربسات.
من جهتها، اعتبرت “بي إن سبورتس” أن هذه القرصنة تمثل “لعبة سياسية” تهدف إلى تقويض استثماراتها في الحقوق الرياضية، مؤكدة أن هذه الممارسات لا تضر بها فقط بل “تهدد مستقبل الرياضة العالمية بأكملها”.
يأتي هذا الكشف في وقت تواصل فيه السعودية حصارها الجوي والبري على قطر منذ يونيو 2017، حيث تأسست قنوات “بي أوت كيو” القرصانية بعد فترة وجيزة من بدء الحصار، مما يرجح وجود دوافع سياسية وراء هذه العمليات.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد حث في يوليو الماضي السعودية على التعاون في مكافحة القرصنة الرياضية، إلا أن الرياض لم تبدِ أي استجابة إيجابية لهذه المطالب حتى الآن.