2025-07-30 09:44:29
في مشهد غير مألوف، توحدت جماهير كرة القدم المصرية -خاصة جماهير القطبين الأهلي والزمالك- حول قضية واحدة رغم تاريخهم الطويل من التنافس والتعصب. جاء هذا التوحد تحت وسم "#خرجوا_سيد_مشاغب_لابوه" الذي تصدر تويتر في مصر، مطالبين بالإفراج عن سيد علي فهيم "سيد المشاغب" قائد ألتراس الزمالك، خاصة مع تدهور الحالة الصحية لوالده.

قضية تخطت حدود الرياضة

يحاكم "سيد المشاغب" مع آخرين في قضية أحداث ملعب الدفاع الجوي عام 2015 التي راح ضحيتها 22 من جماهير الزمالك. بينما تزعم الرواية الرسمية أن الحادث نتج عن تدافع الجماهير، يؤكد شهود عيان أن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة بما في ذلك الرصاص المطاطي وقنابل الغاز ضد المشجعين المحاصرين في ممر ضيق.

توحد نادر بين الأهلاوية والزمالكاوية
اللافت في الحملة مشاركة جماهير النادي الأهلي -الغريم التقليدي للزمالك- بجانب العديد من الشخصيات العامة. عبر المشاركون أن قضية "سيد" أصبحت رمزاً لقضية الحرية في مصر، وليست مجرد قضية جنائية. يأتي هذا التوحد في ذكرى مرور 8 سنوات على مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من جماهير الأهلي، في حادث تتهم الجماهير السلطات بتدبيره انتقاماً لدور الألتراس في ثورة 25 يناير.
معاناة إنسانية وقضية رأفة
تناول المغردون المعاناة الإنسانية للأسرة، خاصة الوضع الصحي لوالد "سيد" الذي قضى 5 سنوات بين المحاكم والسجون محاولاً زيارة نجله. كما أشاروا إلى تقارير عن تعرض "سيد" للتعذيب والإهمال الطبي في السجن، مما دفعه للإضراب عن الطعام أكثر من مرة. في 2017، حكم على "سيد" بالسجن 7 سنوات في القضية التي شملت اتهامات بالقتل العمد وإتلاف الممتلكات العامة.
بين السياسة والانتقام
يرى أنصار "سيد" أن القضية ذات دوافع سياسية، حيث تتهم السلطات ألتراس الزمالك بدورهم في الاحتجاجات ضد المجلس العسكري بعد الثورة. بعد 2013، اتهمت وسائل الإعلام الموالية للنظام الألتراس بالتبعية لجماعة الإخوان أو حركة "6 أبريل". اليوم، أصبحت قضية "سيد المشاغب" اختباراً حقيقياً لإمكانية فصل الرياضة عن السياسة، وفرصة لاختبار مدى استجابة السلطات لمطالب الرأفة والعدالة الإنسانية.